ولاية اترارزة
تزخر ولاية اترارزة ذات المساحة المحدودة نسبيا قياسا مع المساحة الإجمالية لموريتانيا بالعديد من الأماكن التي تستحق الزيارة والأنشطة التي تغري بالقيام بها.
ذلك أن الولاية تتيح العديد من الأنشطة دون الحاجة للابتعاد عن العاصمة نواكشوط، سواء للراغبين في أخذ حمامات شمس أو في ممارسة السباحة أو الصيد أو القنص والإبحار على متن المراكب الشراعية أو التزحلق فوق المياه أو الصيد في أعماق البحار أو تنظيم الرحلات والتخييم والتمتع بمشاهدة الطيور والحيوانات البرية.
وتتمتع الولاية بواجهة بحرية طويلة تشمل شواطئ جميلة ورمالا بيضاء وقرى صيادي “إيمراغن” فضلا عن أشجار “المنغروف” مما يشمل نظاما بيئيا فريدا. كما تضم السهل “شمامه” الفيضي الذي تغطيه المزارع والبساتين على ضفة نهر السنغال وغابات أشجار الصمغ العربي في منطقة إيكيدي والكثبان الرملية مما يمنح زائر الولاية التمتع بمناظر متنوعة غاية في الروعة والجمال.
علاوة على العاصمة نواكشوط المحاذية جغرافيا للولاية، تضم ولاية ترارزة حظيرتين طبيعيتين لهما أهمية بيئية كبيرة: الحظيرة الوطنية لجاولينغ وهي فضاء بحري محمي يشكل نظاما بيئيا فريدا يربط بين الصحراء والمحيط ونهر السنغال، ويتشكل من مصبات وجزر وكثبان وأشجار المنغروف، وتأوي الحظيرة أصنافا كثيرة من الطيور والثديات والأسماك والجمبري، كما توجد الحظيرة الوطنية “آوليكات” التي تسعى إلى خلق بيئة للحياة البرية الحيوانية والنباتية في الصحراء والسافانا، وتمتد الحظيرة على مساحة قدرها 16000 هكتار في موقع يقع على بعد أقل من ساعة من العاصمة نواكشوط، وتحتضن أنواعا من الحيوانات البرية: كالزراف، والحمر الوحشية المخططة، وبقر الوحش، والمها، والظباء، والنعام، وغير ذلك.
من جهة أخرى فإن ولاية الترارزة هي العاصمة الثقافية لموريتانيا، حيث تضم الكثير من “المحاظر” التي هي بمثابة جامعات تقليدية يشرف عليها كبار العلماء الذين تميزوا في جميع أنحاء العالم الإسلامي بنبوغهم وتواضعهم، ويمتلك هؤلاء العلماء مكتبات من المخطوطات الفريدة في العالم.
كما يجدر التنويه إلى جودة وتميز وتنوع الصناعات التقليدية في الولاية وهو ما أشار إليه المستكشفون الأوروبيون الأوائل الذين زاروا المنطقة.
وعلاوة على ذلك فإن ما يجود به المحيط والنهر والحقول والمواشي جعل تميز اترارة في فنون الطبخ لا يقل شأنا عن صناعاتها التقليدية ومواقعها السياحية.