التراث

موريتانيا مشتقة من اسم ممالك موريتانيا القديمة (موريتانيا الطنجية و موريتانيا القيصرية) وهي كيانات كانت موجودة في القديم في منطقة شمال إفريقيا ، غير أن الأراضي التي أقيمت عليها هذه الممالك  لا تنطبق على الحوزة الترابية الحالية للبلد. أخذت  الأراضي الواقعة بين السنغال في الجنوب وواد الذهب والجزائر في الشمال وبين مالي في الشرق والمحيط الأطلسي اسم موريتانيا  سنة 1899 .

وأول من استقر في هذه الأراضي مجموعات من افريقيا جنوب الصحراء ومن البربر . و هذه المنطقة هي مهد المرابطين الذين نشروا الإسلام السني في شمال إفريقيا وحكموا اسبانيا لعدة قرون. وقد كانت موريتانيا واقعة في مركز الطرق التجارية الواصلة بين المغرب والغرب الإفريقي .وظلت ولردح طويل من الزمن  قوافل الإبل تجوب الصحراء من الشمال إلى الجنوب حاملة الملح والمنتوجات الفاخرة المتوسطية مثل النسيج الفاخر والديباج والورق .وهي مواد يتم استبدالها بالذهب وريش النعام وبضائع أخرى.

وعلى مسار هذا الطريق التي تسلكها القوافل والتي كانت ولحقب طويلة معروفة ب”طريق لمتونة” توجد مدن يتم فيها تبادل البضائع بالكتب والمعرفة.

وهذه المدن هي شنقيط سابع أكبر الحواضر الإسلامية ، وودان وتيشيت وولاتة المشهورة بفنها المعماري وجدرانها المصبوغة علاوة على ما تشتهر به من مكتبات زاخرة بالكتب القديمة .

ابتداء من القرن   15 تحولت الحركة التجارية في موريتانيا نحو الساحل الأطلسي ونهر السنغال  .وبدأت تجارة القوافل بالأفول .وأسس البرتغاليون آركين ليخلفهم الهولنديون وبعدهم الإسبان ، ثم الإنجليز والفرنسيين وقد كانت البضاعة المجلوبة من قبل الأوربيين يتم تبادلها مقابل الصمغ العربي والذهب وكذلك العبيد .وفي سنة 1904 طالبت فرنسا بالسيادة على “الداخل” وقامت بالاستيلاء عليه وحولته إلى محمية تدار من سان لويس بالسنغال .وفي سنة 1960 حصلت موريتانيا على استقلالها على غرار معظم المستعمرات الفرنسية في  افريقيا .خلال هذه الفترة كان البدو الرحل يشكلون 90% من السكان ،وكانت هذه الدولة الوليدة  خالية تماما  من أية بنية تحتية.

وإلى جانب قرية صغيرة مقامة بالقرب مركز عسكري فرنسي ، هي لكصر، تم تأسيس العاصمة الجديدة ، انواكشوط سنة 1959، وقد أصبحت موريتانيا عضوا في الأمم المتحدة في أكتوبر 1961.