مدينة تيشيت
تيشيت مدينة تراثية رائعة وفريدة، مصنفة كتراث عالمي من قبل اليونسكو، عرفت أوج ازدهارها في الفترة ما بين القرن 11 إلى القرن 19 حين كانت تشكل محورا للتبادلات التجارية النشطة بين المغرب والسودان عبر القوافل الكبيرة المحملة بالبضائع القادمة من السودان (الذهب، العاج، وريش انعام، إلخ.) مقابل الأقمشة والتوابل والمنتجات القادمة من المشرق وأروبا، كما ساهمت مدينة تيشيت في تجارة الملح الذي كان الطلب عليه كبيرا في كل منطقة الساحل.
لكن هذه القوافل لم تكن بهدف التجارة فحسب وإنما ساهمت في نشر الأفكار والمعارف مما جعل من تيشيت مركزا ثقافيا إسلاميا هاما، كما تشهد بذلك المكتبات الغنية بنفائس المخطوطات المزخرفة بعناية الموجودة بحوزة بعض الأسر التي تتوارثها جيلا بعد جيل.
كما استطاعت المدينة المحافظة على ماضيها العريق كفنها المعماري البديع وما تزخر به من ثقافة وفولكلور وصناعة تقليدية وفنون الطبخ الخاصة بها.
ونظرا لكون منطقة تيشيت هي الموقع الذي يطلق عليه علماء الآثار ” ثقافة تيشيت” فإن المناطق المحاذية لها تزخر بالعديد من الكنوز الأثرية كآثار القرى التي تعود للعصر الحجري الحديث والآثار التي تركت المجموعات السكانية الغريبة المعروفة ب ” كانكارا” أو المنحوتات الصخرية الكثيرة التي تعود إلى حقب مختلفة.
وتحتضن مدينة تيشيت كل أربع سنوات مهرجان “مدائن التراث” وهو تظاهرة كبيرة تنظم بالتناوب بين المدن التراثية الأربع المصنفة تراثا عالميا من قبل اليونيسكو، وتشكل تلك المناسبة فرصة للكثير من الزوار للتمتع بهذه المدينة وبواحاتها الجميلة.