مدينة ولاتة

أياً تكن الجهة التي تفد منها إلى المدينة، شمالا أو جنوبا فلا محيد عن دخولها عبر قلعة ولاتة سواء للقادمين من الساحل أو من المغرب. وتعتبر ولاته نقطة التقاء القوافل والثقافات حيث لعبت دورا كبيرا في إنتاج ونشر المعرفة، كما ظلت منافسة لتمبكتو قبل أن تحل محلها لاحقا.

وفضلا عما اشتهرت به من كونها “بوابة الصحراء”، فقد ظلت المدينة لقرون ممرا اجباريا في طريق السودان، بما فيها من مناجم ذهبية وخشب الأبنوس والعاج والمنتجات الأخرى الرائجة على نحو كبير في المغرب وما وراءه.

فالمدينة في حد ذاتها، بيرو القديمة التي كانت جزءً من إمبرطوريتي مالي وغانا الشهيرتين، تم تصنيفها تراثا عالميا، نظرا لقدمها وفنها المعماري الفريد ومكتباتها العائلية الغنية وما تحتوي من مخطوطات قديمة ونفيسة، علاوة على فنون زخرفة المنازل التي تتخذ ألوانا وردية وبيضاء زاهية والرسوم الجميلة التي أبدعتها أيادي نسائية تتوارثها جيلا بعد جيل. ولكل شكل من هذه الرسوم دلالة غامضة تحيل أحيانا إلى ثقافات سابقة للإسلام ضاعت ذاكرتها في غابر الأيام.

وقد عرفت المنطقة مند العصر الحجري الحديث تتابع امبراطوريات وممالك زنجية في بعض الأحيان وبربرية أحيانا أخرى، تركت كلها بصمتها في الثقافة المحلية كما تشهد بذلك فنون الطبخ التي تعرض عددا وفيرا من الأطباق بعضها يحيل إلى الثقافة المغربية والبعض الآخر يرتبط بالثقافة السودانية.

وتتصف الصناعة التقليدية في ولاته بالروعة والتميز. حيث تجد قطعة أثاث (مقعدا أو سريرا خشبيا مصنوعا من الطين المصهور وبزخارف زاهية، أو أواني من كل الأنماط، أو الفخاريات من جميع الأحجام …). ويتم تصميم البيوت بحيث تكون مكتفية ذاتيا ولفترات طويلة (المستودعات الداخلية، الآبار، الممرات، إلخ. )

وعلاوة على المواقع الأثرية والتاريخية والمنحوتات الصخرية وأطلال وآثار القرى التي تعود للعصر الحجري الحديث، يوجد العديد من المواقع الطبيعية الجميلة في المناطق القريبة من ولاته.

ويمكن القيام برحلات وجولات على الأقدام أو على ظهور الجمال أو الذهاب في نزهة على متن سيارات رباعية الدفع.